هذه، دراسة و مقارنة بین محمد مهدی الجواهری و محمدحسین شهریار من خلال دیوانیهما بحثا عن وجهات نظرهما حول الاستعمار ومخطّطاته فی بلدین العراق و ایران؛ المتشابهین فی الأوضاع السیاسیة والاجتماعیة. فیقرن الجواهری الشغب السیاسی بالفوضی الاجتماعیة فلولا الإنحطاط الاجتماعی الشائع فی الشعوب ما وجد المستعمرون وأذنابهم ماءا عکرا للصید ولولا فساد السّاسة وأنانیة القادة ما زرحت الدول تحت کابوس ثقیل من الجهل والمرض والحرمان. فیشارک شهریار الأحداث السیاسیة بأشعاره وقد یعتلج فی صمیمها ما یعانی شعبه من ظلم واضطهاد یأتیهما الاستعمار وعملائه فیدعو الشعب إلی المحبة والوحدة.
إنّ الجواهری وشهریار یحاولان قدر المستطاع مراعاة سنة القدماء من جهة الشکل والقوافی ومن جهة أخری (المضامین) خلَعا حلة التجدید علی شعرها وسیلة للتعبیر عن أفکارهما المتأثرة بالأحداث المتوتّرة، منها: تشجیع الشّعب إلی دفع الأجانب، و إلی الوحدة والشهادة أو العمل الفدائی، والذی یعطی لنا زاویة نظرتهما فی المناوئة للاستعمار وأذنابهم.