تُعتَبر قصه شیخ صنعان (ف211 ﮬ.ق) من أشهر قصص الحب العرفانی عند العرفاء والزهاد وهی تقابل قصه عبدالرحمن ابن أبی عمَّار الجشمی الناسک المشهور بالقس (ف83 ﮬ.ق) عند الزهاد. تمیزت قصه سلاَّمه القس بوجود خصائص الحب العُذری فیها وهو النوع الذی یراه العرفاء والزهاد الطریق المؤدی إلى الحب الحقیقی وشرطاً للوصول إلى المحبوب الأزلی حسب المقوله الشهیره «المجاز قنطره الحقیقه». بعد دراسه قصه شیخ صنعان والبنت المسیحیه تبین وجود عناصر الحب العذری فیها وأنّها ملائمه جداً للمقارنه بینها وبین قصه سلاَّمه القس باستخدام المنهج التاریخی اولاً ثم المنهج الوصفی- التحلیلی علی أساس النقد الأدبی والمقارن للمدرسه الأمریکیه من حیث المضمون وموضوعات الحب العذری مع مراعاه خصائص هذا النوع من الحب لما له من أهمیه فی البحث الأدبی خصوصاً الغزل وصله الحب العذری بالحب الإلهی، لذا فأنّ کشف أوجه الاختلاف والتشابه بین القصتین للوصول إلى الاختلافات الفکریه والثقافیه والمذهبیه السائده فی ذلک الوقت سیُلفت إنتباه الباحثین فی هذا المجال إلی إمکانیه دراسه قصص الحب بنظره جدیده ومقارنتها مع نظیراتها فی ضوء الحب العذری.