الوظائف التواصلیّه للصوره الفوتوغرافیّه فی روایه "تغریبه القافر" لزهران القاسمی(مقاله علمی وزارت علوم)
حوزه های تخصصی:
تُعدّ الصوره إحدى وسائل التعبیر فی عملیه التواصل الإنسانی. ونظراً لمکانتها المهمّه، فإنها تجعل المرسل یخضع لمدى فاعلیتها على المُرسل إلیه. وقد استطاعت الصوره الفوتوغرافیّه أن تلامس مشاعر المرسل إلیه، فهی لغه بصریه تخاطب اللاوعی وغالباً ما تجعله یقتنع بمضمونها لا إرادیاً. من هنا تورق العلاقه بینها وبین الفن الروائیّ من خلال اقتحام ملامح النص الأدبیّ المنفتح على الفنون الأخرى، حیث إنّ دمج اللغه المکتوبه باللغه البصریه المتمثله بالصوره الفوتوغرافیّه فی صیغه مُوحَّده یُلزمنا الوقوف على حقلین دلالیین یتعلّقان بالنسق البصری والنسق اللسانی، حیث تُعتبر الصوره الفوتوغرافیّه أداه داعمه للنص السردی والعکس صحیح، إذ یکمن ذلک فی أنّ أحدهما یعزّز مضمون الآخر. تقف هذه الورقه البحثیه على المواطن المکثفه للصوره المرئیه فی روایه "تغریبه القافر" لزهران القاسمی الذی اعتمد فیها على البُعد البصری لإثراء نصه الأدبیّ ببعض مناظر القرى العمانیه کالترکیز على الجبال والودیان وبعض الأحداث المهمه فی الروایه، کی یوثّق العلاقه بینه وبین المُرسل إلیه. ویسعى هذا البحث لتبیین انفتاح تجربه القاسمی الروائیّه على الصوره البصریه کأداه تعبیریه وإظهار أهم الوظائف التی تؤدیها فی السرد الروائیّ لبیان فاعلیتها وفقاً للمنهج الوصفیّ- التحلیلیّ وبالترکیز على التداولیه لاستجلاء الوظائف التواصلیه. ویهدف هذا البحث إلى الکشف عن مدى التقارب بین لغه الصوره المرئیه والأدبیّه، وتداول خطاب الصوره الفوتوغرافیّه لتوجیه الأحداث حسب ما تقدّمه الصوره من وظائف فاعلیه ونشاط فی النص، وتقدیم رؤیه نقدیه لعلامات التواصل البصریّ. ومن أهم النتائج التی توصّلت إلیها هذه الدراسه هی أنّ الصوره الفوتوغرافیّه تمکّنت من وضع معلومات غزیره ودقیقه بین یدی المتلقی کالتوجیهات والإرشادات، وإظهار الأبعاد النفسیه للنص الروائیّ من خلال لغتها المرئیه والکشف عن الدلالات التعبیریه والخفیه لإیصال فکره معیّنه عن الشخصیات. ومن هذا المنطلق تنبثق النافذه البحثیه إلى عدّه وظائف تقوم بها الصوره البصریه فی النص الروائیّ کالوظیفه الإرشادیه والتعبیریه والسیکولوجیه والجمالیه.