المفارقه في ديوان "ولاده أخرى"لفروغ فرخزاد و"الرقص مع البوم" لغاده السّمّان: دراسه مقارنه(مقاله علمی وزارت علوم)
منبع:
دراسات فی اللغه العربیه و آدابها بهار و تابستان ۱۴۰۲ شماره ۳۷
159 - 186
حوزه های تخصصی:
المفارقه، فن بلاغی یتّسم بالمحایله اللغویّه، وهی عباره عن التواصل الخفی بین منشئ النص والمتلقّی؛ فالمکوّنات المستخدمه فیها تشبه ألغازا لغویّه تحتاج إلى الحل والتفکیک، وهذه الوظیفه ترجع إلى القارئ المتمکّن النشیط الذی یستقصی معنى النص، فلا یتوقّف إلا بعد الوصول إلى معنى النّص المکتوب وتحویله إلى النّص المستنبط الذی یؤدّی إلى التمتع واللذه فی نفسه؛ والمفارقه هی أبرز الفنون البلاغیه فی شعر الشواعر المعاصرات المناضلات فی سبیل حل المشاکل النفسیه والمصائب الاجتماعیه؛ وفروغ فرخزاد وغاده السّمّان، تعدّان من الشواعر اللاتی یکدّسن القسم الکبیر من نصوصهن الشعریه للتعبیر عن قضایا المرأه والمشاکل التی تواجهها فی المجتمع. یهدف هذا البحث إلى دراسه المفارقه فی دیوان «ولاده أخرى» لفروغ فرخزاد و «الرقص مع البوم» لغاده السّمّان، مستخدما المنهج المقارن ومستعینا بالوصف والتحلیل ومن النتائج التی وصل إلیها، هی: إنّ المفارقه تعدّ من المکوّنات الرئیسه فی شعر فروغ فرخزاد وغاده السّمّان، وهما توظّفان هذه الظاهره، للتعبیر عن مکنوناتهما النفسیه والاجتماعیه مثل: فقدان الحریه للنساء فی المجتمع. فقد استخدمت غاده السّمّان، المفارقه للتعبیر عن غطرسه الرجل أمام المرأه، ومخادعته إیّاها وتشاؤمها من الحب المادی الذی ینتهی إلى الفشل والکآبه، وهی تتمنّى عالما مثالیا بعیدا عن عالم سوداوی تعیش فیه وتبحث عن حب صادق طیب؛ أمّا فروغ فرخزاد فقد وظّفت هذه الظاهره للإشاره إلى الاحتجاج ضد القوانین الصارمه التی لا تتغیر، والخیبه، والموت والانضمام إلى الحیاه الأبدیه لأجل لقاء الله والحب الروحی وعدم تعلّقها بالشؤون المادیه والوصول إلى المرتبه الإنسانیه العلیا، وحلول الروح الإلهیه فی وجودها؛ ومن قبیل هذه الموضوعات التی لا یمکن التعبیر عنها إلا بواسطه لغه المفارقه التی تمتاز بالغموض والالتباس المرتبطین بالنزعه الصوفیه لدى الشاعره.