محمدصالح مروشیه

یتناول هذا البحث أثر المسرح الملحمی عند بریخت فی مسرح سعد الله ونّوس الذی التزم بالواقع، وحاول أن یسهم فی زیاده وعی المتلقّی من خلال الاعتماد على تقنیات (التغریب)، ومحاوله توظیف التراث لخدمه المجتمع العربی وقضایاه ؛ إذ برزت مرحله جدیده فی مسرح ونّوس بعد نکسه حزیران نتیجه تأثره بالمسرح البریختی بهدف مواجهه الأزمات التی عصفت بالعالم العربی بعد انکسار الأحلام فی بناء المشروع القومی. ولم ینسخ ونّوس تقنیات المسرح الملحمی نسخاً، بل طوّعها ضمن علاقه جدلیّه ووظّفها خدمهً للمجتمع، وتحفیزاً للمتلقی على التفکیر فی إعاده خلق عالم عربی جدید.

تأخذ هذه الدراسة على عاتقها تقدیم رؤیة لصورة المرأة فی الإبداع القصصی،ومدى ارتباطها بالواقع وحرکة المجتمع. جسّد البحث هذه الرؤیا فی قصص محسن یوسف من خلال ثلاثة محاور: المحور الأول استعرض حصار المرأة الشرقیّة المستلبة،وما تعانیه من قهر واضطهاد، وصل إلى حد الفجیعة فی مجتمع یرغمها على مصادرة إنسانیتها. ووقف المحور الثانی عند المرأة المقاومة التی ثارت على واقعها الشرقی المتمثل بالعادات والتقالید والأفکار المتخلفة، ومآسی القمع والاستلاب والاضطهاد المجتمعی، ونهضت للدفاع عن قضایا الإنسان الکبرى من أجل حیاة یسودها الحبّ و السلام. أما المحور الأخیر فقد تناول المرأة الرمز،متکئاً على الرمز الشفّاف القریب من الفهم والإدراک، والبعید عن الإبهام والغموض، ولا تکاد قصة من قصص الکاتب تخلو من إشارات تاریخیة یغلّفها بالرمز لتقدیم صورة للعالم، کما ینبغی أن یکون.