الیتیمه تحت المجهر(مقاله علمی وزارت علوم)
حوزه های تخصصی:
أمّا الیتیمهُ فهی عینیّهُ سُوَیْدِ بن أبی کاهلٍ الیشکریِّ، وأمّا المجهرُ فهو مجهرُ العین الناقده؛ فمُطَوَّلهُ سویدٍ بقیتْ فی الظلِّ، شأنُها شأنُ الکثیرِ من دُرَرِ أدبنا العربیِّ، وإذا کانَ القدماءُ قد أدرکوا أهمِّیَّتَها، ولقَّبوها بالیتیمه، فإنّهم لم یکملوا صنیعَهم؛ إذ لم ینزلوها المنزلهَ التی تستحقُّ بین أوابدِ شعرنا القدیم. أمّا المحدثون إذا استثنینا طه حسین فی قراءته التأثّریّه لبعض معانی القصیده فلم تلقَ منهم إلا الإهمال!
ویتوخَّى هذا البحثُ إنتاجَ مقاربهٍ إجرائیّهٍ للیتیمه، تُقِرُّ بتعدُّدِ أبعادِ الجمیل، مفیدهً من الرؤى النقدیّهِ الخلاّقهِ فی درسنا النقدیِّ القدیمِ، وفی الأسلوبیّه النقدیّه الحدیثه؛ قائلهً: إنّ قیمهَ الکَلِمِ أفراداً قریبهٌ منَ الصفرِ، مهما تکاثرتْ فی السَّمْعِ، ومرأى العین، فکلُّ کَلِمٍ لا یُؤَلَّفُ لا یُعَوَّلُ علیه، وإنَّ النظمَ هو الحدُّ الأدنى اللازمُ لإنتاجِ الکلامِ؛ غیرُ الکافی لإنتاجِ الجمالِ؛ فثمَّهَ بعدُ أسرارُ ارتقاءِ المنظومِ إلى رُتْبَهِ الشعریِّ!!