آرشیو

آرشیو شماره ها:
۷۳

چکیده

تعتبر الغربه والحنین من المواضیع التی طرقها الشعراء قدیماً وحدیثاً وهو یتجسّد فی الشعور بالقلق والسخط والانعزال الاجتماعی وما یصاحب ذلک من العواطف الصادقه الحزینه. لهذه الظاهره تجلّیات عدیده فی نفوس الشعراء حیث عبّر عنها کلٌّ منهم وفقاً لوجهه نظره وظروفه. ومن الشعراء الّذین ذاقوا مراره الغربه وعبّروا عمّا تجیش به نفوسهم من مشاعر الحزن والألم، هو محمود حسن إسماعیل، الشاعر المصری المعاصر الّذی تبدّت لغه الحزن والغربه والحنین واضحه فی شعره. تهدف هذه المقاله من خلال المنهج الوصفی-التحلیلی إلی دراسه تجلیّات الغربه والحنین فی المجلّد الأوّل والثالث من شعر محمود حسن إسماعیل وکیفیه توزیعها فی أشعاره ودورها فی إثاره العواطف والمشاعر تجاه الظلم الّذی قام به الاحتلال البریطانی تجاه الشعب المصری وعلی رأسهم الفلّاحین الکادحین. ومن أهمّ ما توصّلت إلیه المقاله هو أنّ الشاعر قد برع فی التعبیر عن شعوره بالغربه الداخلیه والخارجیه من خلال رسم وجدان معذّب وقلب ینزف ألماً، إلّا أنّه تخفّ حدّه الألم والغربه عنده رویداً رویداً باللجوء إلی ربّه عبر تأمّلات صوفیه.کما حنّ الشاعر إلی الأرض والوطن والمحبوب ومظاهر الطبیعه بکلّ ما لدیه من الوجد والشوق، ولم یشغلْه بریق الحیاه الزائف فی المدینه عن ذکر قریته بل أخذ یرسل زفرات الشوق والحنین إلیها دوماً. وثمّه نوع آخر من الحنین فی شعره وهو الحنین الدینی الّذی برز إثر تقرّبه إلی الله ورسوله ومعایشه قضایا الدول العربیه المقهوره. کما تبیّن أنّ أحزان الشاعر أقضّت مضجعه وجعلته یختار أسلوباً بسیطاً وصادقاً فی شعره.

تبلیغات