چکیده

رغم أنّ هناک خلافًا فی الآراء حول ماهیّه مفهوم التکافؤ (equivalence) وتعریفه واستخدامه، إلّا أنّه یُعتبر أحد المفاهیم المبدئیّه فی دراسات الترجمه. نظرًا لما فی النصوص من التنّوع فی الأغراض والأسالیب، فمن البدیهیّ ألا یُتّخذ التکافؤ کمفهوم کلّیّ بین النص الأصلیّ والمترجَم. إذن یجب على المترجم تحدید المستوى المطلوب والمناسب من التکافؤ عند ترجمته لنصّ خاصّ أو جزء خاصّ من النص، نظرًا لاعتبار الاستعاره کإحدى المحسّنات الجمالیه، فالتکافؤ المطلوب إقامته بین الاستعاره وترجمتها هو التکافؤ الجمالیّ، والذی یراد به التماثل بین الاستعاره وترجمتها فی قابلیّه التفسیر واستدعاء القارئ للتدخّل فی فک شفرتهما. اعتمد هذا البحثُ المنهجَ الوصفیّ التحلیلیّ ودرس ثلاث ترجمات فارسیّه شهیره لکتاب نهج البلاغه على أساس نظریّه التکافؤ الجمالیّ، فوصل إلى نتائج من أهمّها؛ أولًّا: تسرُّبُ الخصائص الأدبیّه السائده على الاستعارات إلى الترجمه عندما یجرّب قارئ النص المترجَم ظروفًا مشابهه لِما یلقاه قارئ النص الأصلیّ من التأمّل والتحدّی الفکریّ لدى قراءه النص الأصلیّ؛ ثانیًا: الحفاظُ على الجانب التأویلیّ للاستعاره وعدم التّصریح بالمعنى الواقعیّ الخفیّ فیها - وهو ما یعبّر عنه فی هذا البحث بالتکافؤ الجمالیّ - والذی یؤدّی إلى تفکیر قارئ النص المترجَم وتحدّیه؛ ثالثًا: اقتراح منهج الترجمه الحرفیّه للاستعارات التی تدلّ على الجوانب الثقافیّه المشترکه بین اللغتین التی یوجد مدلولها فی اللغه المستهدفه، والترجمه إلى استعاره متکافئه ومتساویه للاستعارات التمثیلیّه التی تستخدم ک «مَثل» فی اللغه المستهدفه والترجمه إلى التشبیه لبقیّه الاستعارات کمناهج مقترحه للحفاظ على قابلیّه التأویل فی الاستعارات وتأثیرها الأدبیّ.

تبلیغات