إن المغرب الإسلامی بسبب موقعه الطبیعی والجغرافی الهام والملائم، کان مهیئاً طوال التاریخ لاستقبال الشخصیات المعتقده بفکره المنقذ، وملائماً لاحتضان المفاهیم الموعودیه، وقد انتشرت فکره المنقذ الموعود فی هذه البلاد فی عصر ما قبل الإسلام، کما أنّ حضور بعض التیارات السیاسیه - الدینیه لاسیما مجموعات من الشیعه والعلویین بعد الإسلام قد عزز ونمّا فکره الإعتقاد بالمهدویه. وقد استخدمت تیارات عدیده هذه العقیده بغیه نیل أهدافها السیاسیه. ونظراً إلی أسماء وألقاب مؤسسی وبعض ملوک سلاله السعدیین والعلویین من الشرفاء الحسنیین وتطابقها مع ألقاب المهدی الموعود - فی أحادیث الشیعه والسنه - فإنّه یبدو أنّ هذه المجموعه من الشرفاء لم تکن غافله عن الإهتمام بالفکر المهدوی ونفوذه لدى المغاربه. لذلک فإنّ هذا البحث یرمی من خلال الأسلوب الوصفی - التحلیلی إلی تسلیط الضوء على هذا التساؤل وهو: هل اضطلع الفکر المهدوی بدور فعّال فی تأسیس سلطه الشرفاء السعدیین والعلویین؟ والفرضیه التی تطرح نفسها هی أن الفکر المهدوی شکل أحد العوامل المهمه فی نشأه سلطه الشرفاء لاسیما السعدیین.