یُعنى هذا البحث بمسألة تحدید الجذور فی ضوء المقارنات التی تظهر أهمیة مثل هذه الدراسات اللغویة المقارنة، مع الأخذ بالقوانین الصوتیة؛ فالبحث الحدیث ارتضى تطبیقها لتحدید أصالة الکلمة أو عدم أصالتها من الناحیة الاشتقاقیة. کما یسهم التحلیل والشرح اللغوی والمقارنة فی تتبع الأبنیة الصرفیة برصد التغیرات والتحولات التی طرأت على اللغة العربیة عبر الأزمنة. فالدراسة تأصیلیة لبنیة الجذر العربی فی الأسماء الخمسة، بالمقارنة مع اللغات السامیة، وفی نتائجها تفسیرات علمیة لظاهرة لغویة طالما دَرَسَها اللغویون العرب القدامى، فَذُکِرَتْ فی کتبهم ومصنفاتهم آراؤهم، وعلى فکرة المیزان الصرفی بَنَوا معاجمهم؛ فدرسوا الظواهر اللغویة، مثل: الاشتقاق، والإعراب.
إن البحث یقوم على منهج التحلیل المقارن، فیعمل على فحص التکوین الثنائی المعجمی، ووصف العلاقات الصوتیة والصرفیة والنحویة الخاصة بالأسماء الخمسة، وبالأبنیة والصیغ التی تفتح علیها فی مدونة المعجم العربی، وفی معاجم اللغات الأکادیة والأوغاریتیة والفینیقیة والآرامیة والعبریة.
لقد کشف البحث عن العلاقات الصوتیة والصرفیة والنحویة فی الأسماء الخمسة، وذهب إلى تطبیق القوانین الصوتیة، وتتبع الأبنیة والصیغ فی المعاجم العربیة والأکادیة والفینیقیة والآرامیة والأوغاریتیة، فنبه البحث لأهمیة رصد التغیر اللغوی؛ لأن لغتنا العربیة بعیدة العهد، مرت بمراحل زمنیة متعاقبة، لذلک فالحاجة شدیدة إلى معجم تاریخی، تؤرخ فیه الألفاظ وفق استعمالاتها خلال العصور المختلفة بدءاً من الأصل الأقدم.