یحاولُ البحثُ مقاربةَ استلهامِ القرآنِ الکریمِ فی شعرِ ممدوح عدوان، مُبیّناً أثرَ لغةِ القرآن الکریم السّامقةِ، ودلالات آیاتِه القارَّة فی الذّاکرةِ الدّینیّةِ، فی ارتقاءِ النَّصِّ الشِّعریِّ الحدیثِ إلى مستویاتٍ فنیّةٍ ذات مرجعیّةٍ قرآنیّةٍ.
وقد تبدّى هذا الاستلهامُ فی شعرِ ممدوح عدوان بطرائقَ متعددةٍ، اختارَ البحثُ منها نماذجَ تنتظمُ وفقَ مستویین: مستوى الاستثمارِ اللفظیِّ، إذ یُعیدُ الشاعرُ خلاله إنتاجَ المعنى القرآنیِّ، مُحتفظاً بألفاظِهِ، للتّعبیرِ عن رؤیةٍ معاصرةٍ للواقع. ومستوى الأسلوبِ التّعبیریِّ، الذی یُحاکی فیه الشّاعرُ أسلوبَ القرآنِ الکریمِ وعباراتِه ضمنَ سیاقٍ جدیدٍ یُقاربُ أفکارَ الشّاعرِ، وحالتَهُ الشّعوریّة الرّاهنة.
لقد أسهمَ الاستلهامُ القرآنیُّ فی رفدِ نصوصِ عدوان بأبعادٍ دلالیّةٍ وجمالیّةٍ جدیدةٍ، تُحقّقُ نوعاً من التّواصلِ الفعّالِ مع القارئ، استناداً إلى قداسةِ ألفاظِ القرآنِ الکریمِ، ومتانةِ أسلوبِه اللغویِّ والّتعبیریِّ. ویندرجُ هذا الاستلهامُ فی سیاقِ الحداثةِ الشّعریّةِ التی تنزعُ إلى التعاملِ مع القرآنِ الکریمِ بوصفهِ مُحفّزاً على دینامیّةِ الفکرِ والتّعبیر.