هناک دراسات شتّی حول عالمیة الأدب ومیزاتها وأطرها، منها کتاب الناقد العربی الشهیر الدکتور حسام الخطیب المعنون ب ""الأدب المقارن من العالمیة إلی العولمة"" الذی أورد فیه الکاتب بحثاً قیماً عن عالمیّة الأدب ومقوّماتها. ولنظریّة الخطیب فی هذا المجال أهمیّة قصوی وذلک لأنه ینظر إلی هذه القضیّة نظرة شاملة ویقسم هذه المقوّمات إلی ثلاثة أقسام هی الذاتیّة، واللغویّة والإطاریّة، حیث بحثت هذه الدراسة عن تلک المقوّمات فی دیوان ""أغانی مهیار الدمشقی"" لأدونیس حسب آراء حسام الخطیب. وقد رکّزت علی المقوّمات وفرّعت منها مقومات أخری لإیضاح مؤشرات العالمیة فی هذا الدیوان.
توصلت الدراسة إلی أن الدیوان امتلک معظم مقوّمات العالمیة من وجهة نظر حسام الخطیب وتمیز بسمات تجعلنا نعتبره دیواناً عالمیاً بسبب عرضه أفکاراً عمیقة تدفع الإنسان إلی التفکر بعمق فی القضایا الاجتماعیة والوقوف منها موقفاً إنسانیاً جلیّاً وتجعله یتمیّز بسمة التفرّد والإبداع، ولکنه یخلو من ثلاثة مقوّمات، هی: النکهة المحلیة، والمقوم الإطاری، وتحقیق التوازن الدقیق بین المعانی المنشودة للخاصة والعامة؛ فالشاعر لم ینجح فی إثارة انتباه القراء المحلیین بالنسبة إلی المتخصصین، کما أنّ أسلوبه المتوغّل فی الرمز والأسطورة والدلالات الصوفیّة تسبّب فی صعوبة فهم شعره من قبل عامة الناس.