النص الشعری فضاء مفتوح، وعالم متشابک من الإشارات اللغویة العائمة، ولمّا کان لکلّ نصّ خصوصیّته وتمیزه، فکذلک کلّ نص یستدعی منهجه النقدی الذی یجذبه، ودراسة نص بلقیس ل "" نزار قبّانی""تستجیب لخصائص النص الأسلوبیّة، من دون أن تُقیّد نفسها باتّجاه ما للأسلوبیة، أو تعریف محدّد للأسلوب، ومن ثمّ تُفید من وسائل الأسلوبیّة الإجرائیّة المتعدّدة، ومن طروحاتها النظریّة.
تهدف الدّراسة إلى الوقوف عند الظواهر اللغویة والأدبیة ذات التردّد اللافت فی القصیدة، وتحلیلها للوصول إلى السّمات الأسلوبیّة فیها،ثمّ تتناول مکوّنات بنائیة وإیحائیة متعدّدة تندرج ضمن مستویات أسلوبیة مختلفة، وذلک فی محاولة لإلقاء الضوء على الصورة التی أراد الشاعر الإیحاء بها من خلال أسلوب قصیدة المقاطع.
یکتسب البحث أهمیته من کونه یهدف إلى استجلاء مسؤولیة التعبیر الفنّی التی تنهض بها قصیدة ""بلقیس"" عبر أسلوب المقاطع؛ لیجد الشاعر عبرها ضالته ومتنفّسه للإیحاء بما یمور فی حنایا عالمه الدّاخلی، ویعکس رؤیته لفوضى واقعه المتشظّی.