هذه الدراسهُ محاولهٌ لتتبّع بعض صور القهر فی الشعر الجاهلیّ، والکشف عن أبعادها ودلالاتها فی نفوس مبدعیها من شعراء الجاهلیّه، أولئک الذین عکّر الإحساس بالقهر صفو عیشهم، فعبّروا عن ذلک بأشعارهم التی جاءت مثقلهً بالحزن والأسى والإشفاق على ضعف الإنسان فی واقع یُعلی من شأن القوّه والأقویاء، إلى حدٍّ تغدو معه القوّه الشرط الأوّل لحیاهٍ تلیق بإنسانیّه الإنسان.
تتعدّد صور القهر فی الشعر الجاهلیّ، وتتلوّن بألوان أسبابها ومشاعر أصحابها، ولکنّها تکشف مجتمعهً عن معاناه الإنسان فی مواجهه واقعٍ یعجز عن الانتصار علیه، واقع قاسٍ یکشف للإنسان ضعفه، فیکشف له بذلک زیف أحلامه وبطلان أمانیه.