یبدو للمتأمّل فی "" العِقد الفرید""، أنّ ابن عبد ربّه الأندلسی قد ألّف موسوعته الضخمه وما تشتمل علیه من ثقافه إسلامیّه عربیّه ما یثیر الإعجاب، وللمؤلِّف وقفات مع التّراث الفارسی وردت متفرقهً فی ثنایا هذا السِّفر. ولو قدّر أن یأتی تعریف للفُرس وثقافتهم فی کتاب ألِّف فی الشرق العربی لاعتبرنا هذا الأمر طبیعیاً وذلک لمجاورتهم البلدان العربیّه وما یلازمه من صلات.
فی حین أننا نشاهد أنّ المسافه الجغرافیه والتباین التاریخی والثّقافی بین عرب الأندلس والفُرس لم یکونا حاجزاً من أن تصل أخبار من بلاد فارس إلی أقصی الغرب العربی لتظهر فی هذه الموسوعه الفریده، وما یتّصف به هذا الشعب من تراث. وقد تجلّت أقوال ملوکهم وحکمائهم وخاصه فی عصر بنی ساسان فی هذا الأثر، ولعلّ هذا الأمر یرشدنا إلی رصد التّناص الأدبی، وإلی العلاقات التی کانت سائدهً عندئذٍ.
لقد حاولت هذه الدراسه جمع شتات ما ورد ذکره فی ""العقد الفرید""عن أدب ملوک الفُرس وحکمائهم کی تضع أمام القارئ صوره عن الفرس من خلال الأدب الأندلسی.