یحاول هذا البحث الوقوف عند تحلیل المتن النقدی للشاعره ""نازک الملائکه""، بعد أن انتشرت ظاهره الشعر الحر، أو التفعیله، وذلک عبر الوقوف عند المؤثرات التی کوّنت فکرها النقدی، محاولا بعد ذلک تحلیل فهمها للقصیده الحدیثه. إن ""نازک"" شعرت بعقده الذنب تجاه الشعر الحدیث، بعدما رأت الکثیر من التفاهات الشعریه تطفو على السطح، وهذه الغثاثات کانت کفیله، من وجهه نظرها، بإفساد الذوق العام لهذا الجیل المطالب بالتمسک بثوابته الدینیه، والتراثیه، والقومیه. ولکن رؤیتها لم تکن صافیه، ولا عمیقه، فی جانب کبیر منها؛ ذلک أنها لم تر إیجابیات هذه الظاهره، بل رأت السلبیات، التی وضعتها بدورها تحت المجهر، وصارت تنظر إلى ""الحداثیین"" نظره فیها توجّس، واتهام بخیانه الدین والوطن واللغه ولا سیما على صفحات مجله الآداب اللبنانیه. أما الشعر الحدیث، فقد بدأت بتکبیله، ووضع العراقیل أمامه، وأخذت تتنبّأ بأفول شمسه.