شهد العصر العباسی ازدهارا واسعا فی مختلف مظاهر الحیاه ونشطت الحرکه العلمیه ووضعت مصطلحات کثیره وجدیده فی مختلف فروع المعرفه ودخلت بعض هذه المصطلحات فی الأدب وجرت علی اقلام الکتاب وألسنه الشعراء. فمن الطبیعی ألا تخلو منها أشعار کبار الشعراء کأبی تمام والمتنبی والمعری وغیرهم. ولما کان المعری ذا موهبه غزیره وثقافه واسعه فی مختلف العلوم والمعارف فقد أکثر من استخدام هذه المصطلحات العلمیه فی شعره خاصه دیوانه اللزومیات، وإسرافه فی توظیف هذه المصطلحات فی شعره قد أثار إعجاب فئه من النقاد والدارسین کما أثار طعن فئه أخری.
هذا والمعری قد تعرض لمصطلحات العلوم المختلفه من الصرف والنحو والعروض والفلک والکیمیاء والطب وغیرها. ومن الواضح أن دراسه هذه المصطلحات فی شعره تکشف عن جانب من أفکاره وآرائه کما تنم عن سعه إلمامه بهذه العلوم وغزاره أدبه، فمن ثم تتوقف هذه الورقه عند المصطلحات الصرفیه والنحویه والعروضیه التی استخدمها الشاعراستخداما فنیا وذوقیا لایستوعبها المتلقی الا بعد التأمل فی الجانب الفنی والتی قد استخدمه الشاعر لتصویر خوالج نفسه والتعبیر عن آرائه.
