المستوى اللغوی

لا تعنی قراءه النص الشعری الاعتماد على الدلالات الظاهره والسطحیه، بل تهدف إلى المستور من الدلالات أو البنیه التحتیه للنص مما یتطلب التفاعل مع النص ومعماریته. کما أنّ النص الشعری المقاوم یفیض بدلالات إیجابیه ومعنویه یبعث الحیاه بین شعب وأمه فالمقاربه السیمیائیه لشعر المقاومه تسعى إلى الکشف عن ملامح خفیه کامنه فی أعماق النص، وهی لا تظهر إلا بعد فک رموزه أو شیفراته، وهی تساعد على فهم کنوز النص الدفینه فیه. یکون الشاعر عبد العزیز المقالح من رموز الشعر الیمنی المعاصر وله باع طویل فی حرکه الشعر العربی وهو الذی قد ساهم فی تیار المقاومه والنضال ضد العدوان والاحتلال. تأتی قصیده من یومیات سیف بن ذی یزن فی بلاد فرس لتکون شاهده على ما تمّ ادعاؤه من أنّ الشاعر من المقاومین العرب. تهدف هذه المقاله إلى قراءه سیمیائیه لهذه القصیده وفک علاماتها وتحلیلها وفقاً للمنهج السیمیائی کما تتطرق إلى سیمیائیه العنوان والدلاله الضمنیه لهذه القصیده وفقاً للمنهج الوصفی التحلیلی. ومن أبرز ما توصّلت إلیه المقاله هو أنّ الشاعر استخدم العنوان کمفتاح سیمیائی لقصیدته کما أن الدلاله الضمنیه عند الشاعر بحاجه إلى قراءه متأنیه عمیقه لسبر أغوارها العمیقه؛ فضلا عن أن الرموز والاستعارات المستخدمه فی هذه القصیده قد تسببت فی تضخّم دلالات عمیقه فی هذه القصیده، فهی بحاجه إلى فک شیفراتها لفهمها والتقصی فیها.

لا ریب فی أنّ للشعر العربی أسراراً وجمالیات فنیه مقصوده. فالشاعر ینسجُ أفکاره فی القصیده نسجاً محکماً ویضعها وضعاً دقیقاً. فإن هذه الدراسه تسعى إلى الکشف عن أوجه الجمالیات الکامنه فی قصیده بحقّ مولاتنا فاطمه الزهراء ( J ) للشاعر صالح الکواز الحلّی (ت1291ه .ق)، ورصد الظواهر الأسلوبیه فیها على المستویات الثلاثه: الصوتی والصرفی والترکیبی. وقد استفادت هذه الدراسه من المنهج الأسلوبی؛ لما له من مزایا تتعلّق باستنتاج الدلالات من الظواهر اللغویه الوارده فی النص؛ ووجدنا على المستوى الصوتی أنَّ استعمال الأصوات المجهوره الشدیده أکثر من المهموسه الرخوه، دلاله على الإجهار بالحزن وبیان الظلم الذی وقع على بضعه رسول الله وآله ( G )؛ وأمّا على المستوى الصرفی فإنَّ استعمال الشاعر لصیغه "فعَّل" فی ستّه مواضع یدل على المبالغه والتکثیر، فقد حمله ذوقه الخاص إلى مثل هذه الاستعمالات لیُفصح عمَّا یُرید إبرازه من بیان عظمه هذا الأمر وأهمیته، فجاءت هذه الصیغه مناسبه للجوّ العام للقصیده؛ وأما على المستوى الترکیبی فنلاحظ أنَّه أکثر من التوکید بصورٍ متنوعه؛ لتثبیت الوقائع التاریخیه التی جاءت فی النصّ من قبل أعداء الرسول وآله.

إن الأسلوبیه علم یهدف إلى الکشف عن العناصر الممیزه التی یستخدمها المؤلف لأغراض شتى؛ وهذا الکشف لا یحصل إلا بالموازنه والتطبیق على السیاق الأکبر أو الأصغر، حیث من خلال الموازنه تظهر هذه العناصر المکوّنه للنص، وتبدو أوجه التشابه والاختلاف بین النصین. ومن ثمّ، یمکن تمییز الأسلوب لمؤلف عن آخر أو تمییز السمات الأسلوبیه لفتره عن فتره أخرى. وفیما یخص القصیده، فإنه تتم معالجتها من خلال عناصرها المختلفه کالإیقاع، والنحو، والفکره، والبیان والمحسنات اللفظیه والمعنویه. یعتبر الشاعران البحتری والمتنبی من فحول شعراء العصر العباسی، وتدور معظم قصائدهما حول المدح والغزل. یتناول هذا المقال تحلیل وتطبیق قصیدتین لهذین الشاعرین: قصیده "طَیفُ الحَبیبِ أَلَمَّ مِنْ عُدَوَائِهِ" للبحتری، وقصیده "عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبی التائِهِ" للمتنبی. وسبب اختیار هاتین القصیدتین هو اتفاقهما فی المضمون والوزن والقافیه. ومن خلال هذه الدراسه، نسعى إلى کشف العناصر الهامه، وکیفیه توظیف الشاعرین لها، وتبیین أوجه التشابه والاختلاف فی أسلوبهما الفردی. تتناول هذه الدراسه ثلاثه مستویات هی المستوى اللغوی والفکری والأدبی. والمنهج الذی تعتمده هو المنهج الوصفی التحلیلی الإحصائی؛ وذلک بالاعتماد على المصادر المکتبیه. وبعد معالجه هاتین القصیدتین ونظرا إلى المیزات الأسلوبیه، نستنتج أن الکلام عند المتنبی یظهر بشکل مباشر، وهذا ملائم مع إصدار الحکم، وجزاله التعبیر؛ وعند البحتری یظهر بشکل غیر مباشر ومائل، وهذا ملائم مع التعبیر الروائی؛ ولهذا، یرسم الشاعر التفاصیل بالتشبیه والاستعاره. ومن نتائج هذا المقال أنها لا یوجد أی دلیل على تأثر المتنبی بالبحتری، حیث إن أوجه الاختلاف بارزه للغایه فی أسلوبیه التفکیر وفی نوعیه استخدام الأدوات اللغویه والفنیه، وإن هذه النوعیه لاستخدام الأدوات قد کوّنت أسلوبهما الفردی.