آرشیو

آرشیو شماره ها:
۷۴

چکیده

من أهم الموضوعات التى یعالجها الباحث فى الأدب المقارن هى دراسه مستوى تأثیر مفکر أو کاتبٍ ما فى أدب أمه أخرِى؛ فعلى الباحث فی هذا المضمار أَنْ یُحدّد نقطه البداء فی التأثیر، من مؤلفات الکاتب، أو من کتاب واحد، أو من شخصیه ذلک المفکر. و کذلک یجب تحدید الوسط المتأثر بلداً کان، أم مجموعه مؤلفین، أم مؤلف واحد. و أخیراً على الباحث أن یُحدّد مدى هذا التأثیر وإطاره. ثم إن هناک أنواعاً من التأثیر، وهناک التأثیر الشخصی و التأثیر الفنی، ثم التأثیر الفکری. إن السید جمال الدین المشهور بالأوساط العربیه بجمال الدین الأَفغانی ککاتب فارسی و مفکر ایرانی قد أثر على العالم العربی تأثیراً مدهشاً. ولکن الباحثین فى حیاه السید جمال الدین قد عنوا عنایه بالغه بدراسه تأثیره السیاسی فی الصحوه الاسلامیه فی الشرق غافلین عن تأثیره الهام فى النهضه الادبیه المعاصره أو مرّوا علیه مرور الکرامِ. نحن نلاحظ أن هذا التأثیر قد اقتصر على تأثیر السید جمال الدین الشخصی والفکری فى الأدب العربی المعاصر. إذ أنه بشخصیته الفذّه وفکره العظیم استطاع أن یؤثر على رواد النهضه الأدبیه الحدیثه – شعراً ونثراً – تأثیراً هاماً. لقد حدث التغییر الجذری والتطور الواسع فی الأدب العربی المعاصر فی الربع الأخیر من القرن التاسع عشر حیث تزامن مع دخول السید جمال الدین مصر واستقراره فی القاهره، وکان جمال الدین قد استطاع بفضل نشاطاته الفکریه و السیاسیه والاجتماعیه، أن یکوّن جماعه فذه من الأدباء والمثقفین الذین بدورهم قد أعدّوا الأجواء المناسبه للنهضه الأدبیه المعاصره. وبهذا لعب جمال الدین دوراً هاماً فى إعطاء دفعه قویه للنهضه الأدبیه الحدیثه وذلک بالطرق التالیه: أ- إِعْدُاد الأجواء المناسبه للنهضه الأدبیه بواسطه الإصلاح الدینی والصحوه الإسلامیه والوعی القومی. ب- کتابه مقالات سیاسیه فى الصحف والجرائد بلغه سهله تقل فیها الصنعه، والدعوه إلى تحریر الکتابه من التعقید والتقلید وجعلها فی خدمه الفکر لا فی خدمه الأسلوب، و بذلک فتح الطریق أمام الکتّاب والأدباء لتطویر الکتابه الأدبیه. ج- إن محمود سامی البارودی کرائدٍ للعشر العربی المعاصر کان من تلامیذ السید جمال الدین وتأثر بأفکاره تأثیراً شدیداً د- إنَّ محمد عبده رائد النثر المعتدل کان من أقرب تلامیذ السید جمال الدین و کان بدوره قد أثَّر على المنفلوطی والذی یعد رائد النثر العربی الحدیث

تبلیغات