المتاهه دراسه نصیّه في تحلیل الخطاب(مقاله علمی وزارت علوم)
منبع:
زبان و ادبیات عربی بهار ۱۴۰۲ شماره ۳۲
73 - 89
حوزه های تخصصی:
تعلّمتُ من الحیاهِ أنَّ الإبداعَ مسافهُ حکایهٍ اشترکَ فیها کلُ المبدعینَ الذین کانوا على موعدٍ مع النص بوصفهِ فضاءً یُحلقُ فیه المبدع بحثاً عن الجمال والذوق والأناقه النصیّه؛ ومن أعماق هذه الفکره نبضت لدیَّ أفکار لتحلیل الخطاب فی مرحله الدراسات العلیا تقومُ على فکره (المتاهه)، وأزعم أنّها فکرهٌ جدیده فی الدراسات النصیّه لتحلیل الخطاب حاولت تطبیقها من خلال تحلیل مجموعه من النصوص لطلبه الدکتوراه والماجستیر على حد سواء، وفی الواقع لاقت أصداءً طیبه ومقبوله لدیهم حتى طلب منی البعض منهم بجمع هذه النصوص وطباعتها فی بحث علمی. أعمل على جعل الطالب فی منطقه التیه الدائم وکلما یصل إلى حقیقه أدفع به إلى منطقه بحث أخرى حتى أجعله یشعر بأنّه فی منطقه متاهات علمیه لا یخرجُ من متاهه حتى یجدُ نفسه فی متاهه أخرى، ومن هنا نجحت إلى حد کبیر فی تعلیم الباحث فی هذه المرحله البحثیه المهمه من حیاته العلمیه کیف یفکر؟ وکیف یربط بین المختلف؟ وکیف یخرج من المتاهه؟ ومن ثم یستنبط النتائج من مقدماتها وعندما یشعرُ أنّه ضائعٌ فی النص کیف یتصرف؟ فضلا عن المفاتیح المهمه لتفکیک الخطاب فی النص، ورکزتُ على تمرین ذهنه وجعله یتحرکُ فی مناطق معرفیه متنوعه حتى یتمکن من الإبداع والابتکار ویخرج بنتائج علمیه رصینه وممیزه. وسوف أحاول أن أقدم تأسیسا لمفهوم المتاهه ومفهوم الخطاب والنص بوصفها مفاتیح معرفیه للبحث، ولو بنحو موجز بوصفها مدخلاً لعتبه العنوان فی البحث ومن ثم أسجّل الأفکار والنصوص التی تمت معالجتها وعلى وفق طریقه المتاهه النصیّه، والغایه العلمیه والمعرفیه من البحث هی التعریف بمفهوم النص، وکیف یستطیع طالب الدراسات العلیا أن یمیز بین النصوص ویفهم کنهها وأطراف الاتصال فیها ومن ثم الاعتراف بها، فضلا عن ضروره فهم الطلبه والباحثین أسباب تعطل عملیه التواصل أو انحرافها بین النصوص والمتلقین، والهدف من هذا البحث تعلیم الطلبه معاییر التواصل للنصوص لأنّه فی حاله فقدان هذه المعاییر لا یصبح النص تواصلیا، عسى أن ینتفع بها طلبه الدراسات العلیا فی کل الجامعات وأسأل الله العلی القدیر أن یجعل لی الأجر والثواب لأنّ القصد فی ذلک خدمه البحث العلمی.