إنّ فقدان التوازن المالی وعدم وجود تعادل بین الموارد والمصارف فی صنادیق التقاعد فی إیران عزّز من الشعور بالحاجه لإجراء الإصلاحات والتعدیلات علی هذه الصنادیق، وجعلَ منها ضروره لا یمکن اجتنابها. وقد ارتفعت حصه المعونات الحکومیه من التکالیف العامه للحکومه فی صندوق تقاعد موظفی الخدمه المدنیه الإیرانیه وصندوق تقاعد موظفی الخدمه العسکریه، من11 بالمئه فی عام 1392 ه ش، لتصل عام 1400 ه ش 19 بالمئه. وقد شهد هذا المسار فی السنوات الأخیره شکلا تصاعدیا. ومع ذلک وعلی الرغم من إدارک الأزمه من قبل مختلف الجهات الفاعله فی نظام المعاشات التقاعدیه لم یتم تنفیذ هذه الإصلاحات. فی هذا الإطار تسعی الدراسه الراهنه إلی معرفه إشکالیات عدم التوزان المالی فی نظام التقاعد الإیرانی وتقدیم الحلول الممکنه لحل أزمه نظام التقاعد الإیرانی خلال السنوات ما بین عام 1392 ه ش وعام 1400 ه ش. ونظرًا لوجود جهات فاعله وأصحاب مصلحه مختلفین، فقد تم استخدام إحدی الطرق غیر الکمیه لنماذج نظریه اللعبه والتی تسمی نموذج الرسم البیانی(نموذج جیراف) لحل النزاعات. یعد هذا النموذج أداه جیده لتقدیم النماذج وتحلیل المشاکل المعقده، ویعبر عن النتائج الأکثر احتمالا للعدید من المشاکل فی العالم، کما أنه یقدم تعلیمات لتحسین هذه النماذج وتطویرها. أظهرت نتائج صناعه النموذج لأزمه التقاعد فی إیران أن الحاله الرابعه للنموذج، حاله الإصلاح، لها فرص أکثر فی الحدوث؛ لذلک فإن الوضع الحالی لیس وضعًا مستقرًا لجمیع اللاعبین (أصحاب المصلحه) ولدیهم الدافع لترکه. ووفقًا للنتائج، فإن الحد من الدعم الحکومی وتغییر نظام التقاعد وتنفیذ إصلاحات هیکلیه وتبادلیه سیؤدی إلی تحسین الوضع الحالی.
