کان للفتوّه فی التاریخ الإسلامی و وفقا لظروف الزمان و المکان و على الصعید السیاسی و الاجتماعی مفهوم سائل و خطابات متعدده؛ فقد دخلت الفتوّه مرحله جدیده فی القرن الثالث الهجری و مع انتشارها فی المجتمعات الإسلامیه تمیزت برموز حدیثه تجاه التحولات السیاسیه- الاجتماعیه و المیل نحو مذاهب فکریه و دینیه کالصوفیه و الملامتیه و تجلّت هذه الظاهره إلى حدٍ ما فی مصادر الفتوّه و رسائلها، حیث استخدم الصوفیون النماذج الأخلاقیه للفتوّه وفقاً لأغراضهم و معتقداتهم و أثّروا فیها جهراً و خفاءً؛ و کانت هذه القضیه مؤثرهً فی الأبعاد النظریه و العلمیه للفتوه، حتى تحولت إلى نظام سیاسی فی القرن السادس الهجری، و دامت و انتشرت فی عصر المغول و الإیلخانی و تغیرت من نظام و خطاب سیاسی إلى خطاب أخلاقی نقابی؛ غیر أنّها ظلت محافظه على طابعها الصوفیه و أثبت خطاب الفتوّه الصوفی فی هذه الفتره جدارته و استحقاقه، و ذلک لأهمیه الموضوع. تهدف هذه المقاله إلى دراسه شامله لخطاب الفتوّه الصوفیه فی التاریخ الإسلامی، اعتباراً من القرن الثالث إلى الثامن الهجری وفقاً للمنهج الوصفی – التحلیلی.