من أروع القصص فی تراث العرب القصصی، قصه ادّعاء الحیوان علی الإنس فی رسائل إخوان الصفا التی حکیت فی إطار مجموعه من المناظرات بین الإنسان و الحیوان و الجن و تعتبر نموذجاً فذاً فی فن القصص؛ لأنها نوع من خرافه الحیوان التی یشترک فی أحداثها الإنس و الجن و تعتبر المناظرات و المساجلات العقائدیه حجر الزاویه فیها. استهدفت القصه ثلاثه أغراض: تعلیم المبادئ الفکریه و العقائدیه لجماعه إخوان الصفا، و النقد الإجتماعی اللاذع للمجتمع العباسی خاصه، و المجتمعات البشریه عامه، و عرض معلومات عن العلوم الطبیعیه و الإجتماعیه حسب المستوی العلمی فی القرن الرابع الهجری و کلها فی إطار قصه طویله مترابطه الأجزاء، و متماسکه البنی و تتمتع بعناصر الحبکه السته: العقده الفنیه، و الصراع، و التعلیق، و الأزمه، و الذروه و الحل. نهدف فی هذا المجال إلی دراسه البنی القصصیه لهذه القصه و فی هذا الصدد، نبدأ بتعریف البنیویه، و السردیه و قصص الحیوان تعریفاً مجملاً، ثم ندرس القصه علی أساس عناصر بنیتها القصصیه: الزمان، و المکان، و الحبکه، و الشخصیات، و الأحداث، و الحوار، و الفکره