نواقص العقول

وصفت بعض الأحادیث النساء بکونهن «نواقص العقول»، وقد أثارت هذه الأحادیث جدلاً محتدماً فی الأوساط العلمیة، حتی إنه کتبت حولها رسائل ماجستیر. واختلف الباحثون فی التعاطی معها؛ بین رادّ لها ومنکر لصدورها، وبین موافق لها ومذعن لنقص عقول النساء، وبین موافق لها مؤوّل لمعناها. علماً أن هذه النصوص قد وردت فی أهم المصادر الحدیثیة للفریقین، فاستقصیناها أولاً، ودرسناها من جوانب عدیدة ثانیاً، وانتهینا الی أنه لا یمکن الطعن فی صدورها، کما لا یمکن الطعن فی المقطع المشار الیه منها؛ لاستخدامه فیها بوفرة وکثرة، فلا یبقی مجال إلا البحث فی دلالتها. وبعد دراسة معانی «العقل» فی اللغة والحدیث، وتسلیط الأضواء علی بعض جوانب الروایات المذکورة، مضافاً لملاحظة القرائن المتوفرة، انتهینا الی أن المراد بالعقل لیس هو القوة الإدراکیة، وأن المراد الجدی من هذه الروایات هو ذم غلبة النساء للرجال، لا الطعن فی قواهن الإدراکیة کما هو المفهوم منها فی الغالب. واعتمدنا فی بحثنا أسلوبی التتبع فی الکتب والتحلیل.