سیاسه العقد

(الهدف) إنّ الهدف من هذه الدراسه هو دراسه منطق التعامل السیاسی فی الحکومه العلویه واستکشاف منطق التعاقدیه المنشور فی هذا الأسلوب من التعامل السیاسی. (السؤال) یطرح البحث سؤالاً عن کیفیه أساس التعامل السیاسی عند الإمام علی×. (الفرضیه) قد مثلت قاعده العقد أساساً للتعامل السیاسی فی الحکومه العلویه. (المنهج) تمّ البحث باستخدام هرمنوطیقیا دلتای، وأثناء استعراض واستکشاف النصّ النظری والتطبیقی للنشاط السیاسی للإمام علی×، قد اعتمد دراسه مفهوم العقد. وقد أجریت دراسه العقد فی نصّ الخطب والرسائل والحکم والأحداث السیاسیه فی عهد الإمام علی بن أبی طالب× و ذلک من خلال توظیف هرمنوطیقیا دلتای. تنطوی هرمنیوطیقیا دلتای على الانتباه إلى نوایا ومقاصد المؤلف، وتفسیر کیفیه ظهور نوایا ومقاصد المؤلف من مفهوم العقد فی النصّ قید البحث والدراسه. وقد تمّ اعتماد هذه الطریقه من خلال الترکیز على المنهج التاریخی لدیلتای والتأکید على الفهم المشترک بین المؤلف والمفسر لمفهوم العقد. وقد جری تحقیق ذلک عبر تناول مختلف صیغ التعامل السیاسی فی الفکر السیاسی للعصور الیونانیه القدیمه والعصور والقرون الوسطى والعالم الحدیث. وفی سیاق إعاده قراءه مفهوم التعاقد فی السیاق السیاسی، یناقش البحث کیفیه ظهور خطاب التعاقدیه فی التعامل السیاسی. ویسوقنا استعراض المسار التاریخی للتعاقدیه السیاسیه إلى استکشاف أهمیه مفهوم حقوق الناس فی السیاسه والنطاق العام، وهو الأساس الذی یقوم علیه خطاب التعاقدیه. والنقطه المضافه هی أنّ هذا الأمر قد وجّه انتباهنا إلى استعاده مفهوم حقوق الناس، وعلى هذا المنوال، العهد العام فی السیاسه العلویه. ویمکن اعتبار هذه السیاسه نموذجًا واضحًا وشرعیًا لصناعه السیاسه الإسلامیه فی العالم المعاصر والتی قد تکون رائده فی مجال السیاسه فی المجتمع المعاصر عن طریق تحلیل أبعادها وزوایاها المختلفه. (النتائج) إنّ دراسه سیاسه الإمام علی× إبّان حکمه ترسم لنا أسلوباً متمیزاً عن سیره الخلفاء السابقین، ویمکن تفسیره بأنّه خطاب سیاسی مختلف یرتکز على التعاقدیه. ویمکن أخذ هذه القراءه بعین الاعتبار إلى جانب الاهتمام بحقوق الناس من وجهه نظر الإمام علی×. والنقطه الأخرى هی اهتمام الإمام× بدور الشعب فی الحکومه، والذی یتمثل فی أشکال، مثل: البیعه والشورى والمشارکه والإشراف والمشوره. والواقع أنّ النهج التعاقدی للإمام× ینبغی أن یُفهم إلى جانب الاهتمام بتنوع أسالیب المشارکه السیاسیه للناس، وهو ما یُرى بکثره فی النماذج المدروسه فی هذا البحث. (الاستنتاج) یمکن دراسه التعاقدیه فی الخطاب السیاسی العلوی على ثلاثه مستویات: التعاقد مع الناس، والتعاقد مع الوکلاء، والتعاقد مع المعارضین والأعداء. ومن خلال دراسه هذه المستویات، یمکن اعتبار السیاسه العلویه نموذجاً مثیراً للاهتمام للسیاسه التعاقدیه العامه، وهو نهج متقدم ومدروس بالنظر إلى الإمکانیات والتسهیلات التی کانت متوفره فی تلک الفتره. وقد وفّر البحث فهماً أفضل لکیفیه حوکمه الإمام علی× وإمکانیه تطبیقها على الصعید الاجتماعی والإجراءات السیاسیه فی عصرنا الحاضر، کما صوّر دور مفاهیم "العهد" و"الوعد" و"العقد" کنماذج للتعاقد العام فی الخطاب السیاسی لأمیر المؤمنین×. وفی الوقت نفسه، ینبغی أن نلاحظ أنّ عرض صوره العقد الأساسی للحکومه العلویه مع إیلاء الاهتمام بإحداثیات ومواصفات هذه النسخه التعاقدیه ینبغی أن یُفهم فی إطاره الزمنی وقدراته الخاصّه والمفاهیمیه بوصفه عملاً سیاسیاً فاعلاً.