یعدّ النّقد الثّقافی من أهم الظّواهر الأدبیه فی أدب ما بعد الحداثه والّذی یهتمّ باستکشاف الأَنساق الثّقافیه المضمره ودراستها فی سیاقها الثّقافی والاجتماعی السّیاسی والتّاریخی والمؤسّساتی فهماً وتفسیراً. من بین الثقافات المختلفه، الثّقافه العراقیه مرّت بسنواتٍ عصیبهٍ وذاقت تجربهً مریرهً تحت طاحونه الحروب؛ الحرب المفروضه على إیران أولاً والحرب ضدَّ الکویت ثانیاً وما شاهدته من الغزو الأمریکی وظهور الجَماعات المتطرّفه. فکلّ ما رسَمه فی الأعمال الأدبیّه المعاصره یساهم السّرد فی البوح عن آهات الإنسان العراقی المعاصر وما تدوی من العاهات الثّقافیه التی جعلها أحمد سعداوی الروائی العراقی المعاصر موضوع اهتمامه للتّطرّق إلیها فی أعماله؛ حیث باتت روایه إنّه یحلم أو یلعب أو یموت تصویراً وسرداً یعالج ما ینقص المجتمع تقویضه. هذه الروایه یثور على العاهات الثقافیه بتصویره فضاءات فساد استخدام القوّه بأحسن ما یکون. هذا وقد عالج المقال العاهات الثّقافیه عبر الخطاب الفوکولی الّذی یعتمد على تقنیات القوّه لیکشف عن تأثیرات السّلطه وما نتج عنه من العنف. فیتطرق المقال إلى تبیین الأنساق المضمره الثّقافیه والتّاریخیه عبرَ البیئه الحضاریه وما یُتقن الاختفاء تحتَ عباءه النّص على أساس المنهج الوصفی – التحلیلی. فجُلّ ما توصل إلیه هو أنّ استخدام القوّه بأنواعه الثّلاثه المتمثّله فی نظریه فوکو أدّت إلى عاهات ثَقافیه تتمثّل فی ضعف إیدیولوجیا والهجره والانحطاط الخلقی الذی یتظاهر فی السبّ والتّوبیخ والشّجار والعصیان والاستهزاء بمشاعر الآخرین، مروراً بالمنابزه بالألقاب ووصف الآخرین بالصّفات السیئه.