آرشیو

آرشیو شماره ها:
۷۴

چکیده

إن موضوع الصلح والسلام ومکانته فی الدین الإسلامی من أهم قضایا الساعه؛ إذ تثار قضیته بین الفینه و الفینه کمسأله ملحه یطلب لها جواباً ناجعاً ولما لم تکن تلک الأبحاث ملبیه بالغرض الذی إیاها استدعى ولها ارتجی، بقی السؤال عینه مطروحاً للحوار و البحث والمناقشه أکثر من ذی قبل؛ ذلکَ أن الهجمه الاستعماریه المستهدفه للإسلام أحکاماً ومفاهیم وأفکارا لم تستنکف عن محاوله النیل منه بشی مما عساه أن یحقق لها نصراً علیه إلا وقذفت بشُبَه ضلالها فی صراطه المستقیم علّها بذلک تضلل معتنقیه وتفتن مناصریه عن الإیمان به، فضلاً عن الذبّ عنه. هذا، وإن المقاله الحاضره تسلط الضوء على قضیه الصلح والسلام ونظره الإسلام لها بوصفها قضیه فرضت نفسها بتبعاتها وخاصه مع محاوله خلط الأوراق والتلبیس على العالم بأَسره من أن وجهه النظر الإسلامیه لا تغایر فی حقیقتها تلکَ الوجهه التی اختطتها الدول الإستعماریه لنفسها وفرضتها بقوه الحدید والنار على شعوب العالم لتُخضعها لمخططاتها فتنالَ منها ما شاءت وما لأجله سُعّرت الحرب. أقول: إن المقاله هذه تعید النظر تقییماً وتقویماً للرؤى المختلفه التی حاولت تفسیر سر العلاقه ما بین الجهاد والفتوحات الإسلامیه – وقل الحرب إن شئت على غرار العباره المعاصره – من جهه، وما بین الصلح والسلم – وقل السلام إن أردت وفقاً لما اصطلح علیه حالیاً – من جهه أخرى، أقول: العلاقه ما بین الحرب والسلام فی ضوء الرؤیه الإسلامیه الأصیله من منبعها الذی لا ینضب ولا ینکص عن الوفاء باحتیاجات المؤمنین به روحیاً ومسلکیاً، هذا المنبع المتمثل بکتاب الله تعالى سبحانه وسنه وسیره نبیه وآله الأطهار علیهم السلام جمیعاً. وعلیه، فلقد سلکت هذه المقاله نهج الاحتکام للکتاب وسنه وسیره النبی الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم، من تناول للآیات الکریمه بنحو من التفسیر الموضوعی، وتتبع لأحداث السیره النبویه العطره على نهج التبویب التحلیلی لمجریاتها. وقد قدمت لهذا کله ببیان الآراء ووجهات النظر فی هذه المسائله مرجحه بذلکَ رأیها الذی تطمئن إلیه وترتضیه.

تبلیغات