إن المفارقة تقنیة أدبیة تزداد القصیدة رونقاً وجمالاً بکل أنماطها وسیاقاتها وتنتهی إلى نتیجةٍ تدهش المتلقین، وهی تقوم على التضاد والفرق بین المعانی الظاهریة والمفاهیم الباطنیة للألفاظ والتعابیر وتخل التوتر والإعجاب فی النص. کثیراً ما تحتاج المفارقة إلى کد ذهنی وتأمل عمی للوصول إلى کشف دلالات التعارض بین المعنى الظاهر والمعنى الخفی الغائص فی أعماق النص. من هذا المنطل ، بادر هذا البحث بدراسة أشعار علی فودة ) 1491 1491 م( الشاعر الفلسطینی المعاصر، وما تحتوی من ملامح المفارقتین اللفظیة والتصویریة وأنماطهما مستعیناً بالمنهج الوصفی التحلیلی لتفسیر نماذجها، وتبیین کیفیة استخدام الشاعر لهذه التقنیة ودورها فی تجربته الشعریة. تبین من خلال هذا البحث أن الشاعر وظف مفارقة السخریة والأضداد والإنکار بمثابة ملامح المفارقة اللفظیة ومفارقة التحول والمفاجأة والأدوار بمثابة نماذج للمفارقة التصویریة. وکان غرضه الرئیسی من استخدام هذه التقنیة هو بیان ما یوجد فی المجتمع وسلوک الناس من التناقض والتباین الذی سبب الیأس والمفاجأة والتحسر فی الشاعر خلاف ما کان یصوره.