یستغرق موضوع المقاومة جزءا مهمّاً من الشّعر العربی الحدیث؛ ویعتبر سمیح القاسم أحد أشهر الشعراء العرب الذین ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضی عام 1948. یقوم شعره علی الواقعیة الثوریة، وفیه تحدّ ودعوة إلی الکفاح، ومعظم قصائده ذات مضامین ثوریة. والقارئ لشعر القاسم المقاوم یری أنّه وظّف آلیة مؤثّرة لا نجد مثیلاً لها لدی الشعراء الأخرین، وهی الخطاب التّهکّمی. هذه الدراسة ناقشت آلیّات الخطاب التهکّمی فی شعر سمیح القاسم وفقاً للمنهج الوصفی التحلیلی، وتوصّلت إلی بعض نتائج أهمّها أنّ موضوع المقاومة رغم أنّه یتعلّق بجمیع شعراء الأرض المحتلّة وخارجها، لکنّ الذی یمیّز القاسم هو رؤیته التهکّمیة فی مواجهة العدوّ وتحدّیه، وکذلک أسلوبه المتمیّز الذی جعله رائد لهذا الفنّ الشعری. هذا من جانب، ومن جانب آخر غیّر دلالات بعض الألفاظ والأعلام فی خطابه التّهکمی للنیل من العدوّ الصهیونی، ولاحظنا ذلک فی وقوفه وراء قناع الشنفری ومزج ذلک بمفارقة الموقف. وقد تهکّم فی خطابه السیاسی المقاوم علی ثلاث: الأوّل: الاحتلال الإسرائیلی والدّوال الموالیة له، والثّانی: قادة العرب وحکّامه، والثالث: الأنا الفلسطینی، فحمّلهم مسؤولیة الأوضاع المتأزمة فی الأراضی المحتلّة.