اتسم النظم عند الشعراء الأمویین بقدرٍ من العفویه؛ أی إنّ هذه العفویه لم تکن خالصه؛لأن تطلّع الشاعر إلى الوصول بإبداعه إلى أعلى مراتب الجوده والإتقان، وجو المنافسه الذی یحکم الإبداع الشعری، دفعاه إلى إنعام النظر فی نظمه، والبحث عن سبل تساعده فی تحقیق تفوقه الشعری، دون المساس بجوهر الخلق والإبداع لدیه، فکانت الصناعه الشعریه نهجاً سلکه الشعراء لتحقیق معادله الشعر الأجود بالمعاییر الفضلى.
وقد بحث الشعراء الأمویون عن أسالیب یدخلونها فی شعرهم بغیه تحسینه، وإخراجه بالصوره التی تمنحه الجوده والتفوق، وتُظهر هذه الأسالیب رؤیتهم الخاصه لمفهوم الشعر، ومفهوم الصناعه الشعریه، وتوظیف هذه الصناعه فی خدمه قصائدهم.
تعددت الأسالیب التی استعان بها الشعراء فی صناعتهم الشعریه، وراحوا یستقدمون من الصناعات النسیجیه ما یدعم صناعتهم، فکان النسج واللحم والنیر والحبک والطراز، تضاف إلیها أسالیب أخرى کالتحبیر والحوک والتثقیف، وغیرها من الأسالیب التی أسهمت فی تحسین الشعر.
واهتمام الشعراء بالصناعه لتجوید شعرهم دفعهم إلى الاهتمام بعیوب الشعر، فقد سعوا جاهدین إلى تجنبها والابتعاد عنها؛ بغیهالحفاظ على جوده شعرهم وقوته. کلمات مفتاحیه: بواعث، مفهوم،أسالیب الصناعه، الشعراء الأمویون، عیوب الشعر.