نورالدین دندانی

التکامل البرزخی من الأبحاث المهمه المرتبطه بمصیر الانسان والنفس بعد مفارقتها للبدن والانتقال إلی عالم آخر یسمی عالم البرزخ، ویعتبر الوحی وما جاءت به الرسل وعلی رأسهم النبی (ص) مصدر الهام لهذا الأمر المهمّ الذی لا یمکن للعقول أن تصل إلیه بمفردها. وهو من الأمور المسلم بها فی الشرائع السماویه بما فیها الشریعه الإسلامیه السمحاء، والتکامل لا یتمّ إلا من خلال الحرکه والتغیر، والحرکه لا تقع إلا فی عالم الماده، فإذا استطعنا اثبات ذلک فقد أثبتنا التغیر والحرکه للنفس بعد مفارقتها للبدن، ولباقی موجودات ذلک العالم التی تعدّ من المجردات المثالیه. فقد حاول الفلاسفه الإسلامیون تخریج هذا البحث تخریجا عقلیا یتناسب مع مبانیهم الفلسفیه والحکمیه، لکن نظرا لضیق المفاهیم الفلسفیه المشائیه لم یتمکنوا من تقدیم شیء معتبر یعتنی به، حتی وصل الأمر إلی صدر المتألهین حیث قام بهذا العمل وبعباره أدق أعدّ الأرضیه المناسبه للبحث والتحقیق وترک المجال مفتوحا لمن جاء بعده، وهذا الأمر فی حدّ ذاته مهمّ؛ لأنّ حکمته تتصف بهذه المرونه بخلاف الفلسفه المشائیه. ونحن نسعی فی هذا المبحث أن نکشف الغموض عن بعض زوایاه ونعرض أهمّ الأدلّه التی یمکننا من خلالها اثبات هذه المسأله المهمه المتعلقه بمستقبلنا.