القصه القصیره جداً والآلیات التکثیفیه فی مجموعه "خیوط متشابکه" "ل محمد محقق"(مقاله علمی وزارت علوم)
حوزههای تخصصی:
إنّ السرعه أصبحت تضع بصمتها على جمیع جوانب الحیاه البشریه بما فیها الجانب الأدبی، الذی یعدّ الصوره الکامله للمجتمع الإنسانی. ظهور القصه القصیره جدّاً لم یکن محض ظهور مباغت، وإنما کان بدافع متطلبات الحیاه الحدیثه التی ترید إنجاز الأمور بسرعه فائقه، فظهر هذا النوع القصصی القصیر جداً یحمل الأفکار المکثّفه والواسعه على أسس جوهریه لا غنى عنها. یعدّ التکثیف أحد هذه الأسس لبناء قصص حدیثه وقصیره ومکثفه کما یتضح من عنوانها، فالقاص ولکی یتوصل إلى التکثیف لا بدّ وأن یوظّف بعض الآلیات فی قصصه؛ لیتمکن من کتابه نص قصصی ممیز یجذب القارئ إلیه ویشدّه لقراءته. إنّ الاعتماد على المنهج البنیوی فی دراسه عیّنات قصصیه قصیره جداً أدّى إلى أنّ عدم اقتصار التکثیف على التقلیل من عدد الکلمات فحسب، وإنما شمل الفکره والشخصیه والزمکانیه، فضلًا عن التکثیف اللغوی والصوری والحدثی، فتمکن القاص محمد محقق باستخدام آلیات المفارقه وفعلیه الجمل أن یحقق نصوصاً قصصیه مکثفه، لکن الطرق التی اعتمدها القاص لم تختصر على هذه فحسب، بل إن التناص والرمزیه أیضاً یسجلان حضورهما کآلیتین تمکن القاص من خلالهما کتابه نصوص قصصیه مکثفه، ولکن بنسبه أقلّ عن المفارقه وفعلیه الجمل، وهذا ما یجعل الطرق المذکوره أکثر استخداماً فی المجموعه القصصیه موضع الدراسه، وذلک بإجاده وإتقان کبیرین.