اللغة

إن اللغة مرآة حال الأمة وسجلّ مفاخرها والشاهد علی مجدها فی المجالات الاجتماعیة والأدبیة والسیاسیة والإداریة، تعزّ بعزة أمتها وتذلّ بذلتها.إنها أداة التفاهم والتعاون والتعایش بین الشعوب، وإنّ الدول الراقیة تحاول بکلّ ما فی وسعها لنشر لغاتها وتقویتها بین الشعوب. نتحدث فی هذه المقالة عن مکانة اللغة عند أصحابها، وأهمیة اللغة العربیة من حیث التناسب بین اللفظ والمعنی واتساعها. وعن النظریات المختلفة حول نشأة اللغة، وهل أنها تواطؤ واصطلاح بین البشر أم توقیف أی وحی وإلهام، ونبحث أیضا عن أقسام اللغة الأصلیة، وطبقاتها من حیث التکوین، وهل إنها وضعت کلّها فی وقت واحد أم وضعت متتابعة، وکذلک نشیر إلی عصمة أو عدم عصمة الأعراب الجاهلیین عن الخطأ، وفیه إشارة موجزة إلی المنازعات التی حدثت بین نحویی البصرة والکوفة.

إنّ الصوت اللغوی هو البنیة اللغویة الصغری المکونة للکلمات والتراکیب والآیات، إلی جانب ذلک فهو عنصر أساس فی الإعجاز القرآنی. والأصوات اللغویة تدرس بشکل عام من جانبین: جانب الأصوات المجردة التی یُرکّز فیها على صفات الأصوات ومخارجها، وجانب الأصوات المتَشکَّلة ویُرکز فیها على المقاطع والفواصل والتنغیم وغیرها. الدراسة الصوتیة فی الآیات الفقهیة ذات أهمیة کثیرة بینما نشاهد أن المفسرین یعتنون بالجهة المعجمیة والدلالیة فیها لأجل استنباط الأحکام الشرعیة فقط ویغفلون عن الجهات الأخری منها الجهة الصوتیة. لهذا یهدف المقال هذا دراسة صوتیة لآیات الحجاب بمنهج وصفی تحلیلی وإحصائی حیث نلاحظ أنّ موسیقی هذه الآیات تتناسب مع مضمونها. فالموسیقی لاتتنافی مع قوة بیان الأحکام، فعلینا أن نعتنی بالموسیقی کمقوم أساسی للبیان حیثما لکل مقال موسیقی خاص له والإیقاع المنسجم بالمضمون یسبب تاثیراً أکثر فی المتلقین. نتائج البحث تدل علی الأمور التالیة: جاءت الجمل حسب مضمونها بالموسیقی المختلفة، ففی مواقع الشدة والقوة تُستفاد من الأصوات المجهورة والشدیدة والمنفجرة، وفی مواقع الحیاء والهدوء تُستفاد من الأصوات المهموسة، وفی مواضع الأکثر اقتراباً الی المخاطب تُستعمل الأصوات الصفیریة، وعند إطالة الکلام وامتداده تغلب المقاطع المتوسطة وعند التکلم حول موضوع یرتبط بالحیاء ترجح المقاطع القصیرة.