الماء

تکشف الأساطیر عن الحلقات الخفیة للاوعی الجماعی عند البشر، وهی تحمل فیطیاتها الکثیر من المفاهیم الرمزیة والمفعمة بالأسرار عند کل أمة. إنّ منظومة بانوگشسب نامه منظومة أسطوریة یشاهد القارئ فیها ألواناً من التوظیف الأسطوری للنماذج العلیامن المرأة البطلة والمقاتلة. ویشیر تقریر اعتماد المرأة علی ذاتها فی المنظومة إلی فترة ازدهار دور المرأة فی عصر الزراعة، العصر الذی یدعی عصر زعامة المرأة. تحاول المرأة فی هذه المنظومة البدیعة أن تعبر عن قدراتها وماهیتها. وبناء علی ما تقدم، تسعی هذه المقالة إلی إظهار شخصیة بانوگشسب فی هذه المنظومة وتسلیط الضوء علی توظیفات أسطوریة أخری، مثل: التحول الجسدی الذی یعدّ من القضایا المهمة فی هذه المنظومة، کما تدرس موضوع رمزیة الماء من خلال إطار نظری یحاول تحلیل التوظیفات الأسطوریة المذکورة أعلاه.

التصوف بالمعنى المحدد یعنی العثور على حقائق الأشیاء من خلال الاکتشاف والحدس، وفی الواقع یعتمد التصوف المعرفی على الحاله الروحیه وهو غیر موصوف، وهو مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالکائن المطلق ویتجلى أولاً فی النفس البشریه والجوهر البشری، وثانیًا فی التصرفات والسلوک البشری. کان إستخدام التمثیل والرموز للتعبیر عن المفاهیم الصوفیه الدقیقه والمعقده أمر شائع بین الصوفیین والشعراء الفارسیین فی الفترات المبکره من التصوف الإسلامی علی وجه الخصوص مولانا عبدالرحمن الجامی بصفته من أواخر الشعراء العظام فی تلک الفتره. کان لمظهر "الماء" مکانه واضحه وعالیه فی القصص الصوفیه وحکایات هؤلاء الناس العظماء حیث تم استخدامه کرمز"للمعرفه".إن تأثیر هذه القضیه ملحوظ تمامًا لیس فقط على شعراء عصره ولکن أیضًا على شعراء عصرنا. نهدف فی هذا البحث دراسه تأثیر وإنعکاس التفکیر هذا فی فکر وقصائد الشاعر المعاصر سهراب سپهری کواحد من أکثر الشعراء الصوفیین إبداعًا. فی قصیده "رساله الأسماک"، یعید سهراب إنتاج کلمه "الماء"، التی هی رمز "المعرفه"، فی التصوف الإسلامی بأفضل طریقه ممکنه وبشکل جمیل. نظرًا لأن فکر سهراب الصوفی وبالإضافه إلى التصوف الإسلامی الإیرانی یتأثر بمدارس فکریه أخرى وخاصه التصوف البوذی ،فإن هذا الاهتمام سیکون مهمًا للغایه ویستحق التفکیر فیه.