جاكوبسون

تُعدّ نظریه التواصل اللغوی من أهم النظریات الحدیثه، ویعدّ رومان جاكوبسون من روّاد مدرسه براغ. وهو الذی أدخل العناصر اللغویه ووظائف اللغه فی نظریته اللغویّه لیعبّر عن الوظیفه الأساسیه للغه وهی التواصل، التی تتمثّل فی ستّه عناصر (المرسل، المرسل إلیه، الإرسالیّه، السیاق، الشفره، الصله أو القناه) فی عملیّه الاتصال. اهتمّ هذا اللسانی بقضایا البنیّه اللسانیّه فی المسائل الشعریه، إذ قسّم البناء اللغوی والتواصل بین اللغه والأفراد على ستّه عناصر لعملیه اتصال وستّ وظائف للغه؛ وهی التعبیریه، والإفهامیه، والمرجعیه، والشعریه، والمیتالغویه؛ والانتباهیه. فالروایه الحدیثه من أحد المواضیع الأدبیّه لدراسه الباحثین والنقاد؛ لأنها متكونه من الحوار والسرد. نحاول فی هذا البحث معالجه بنیه اللغه ووظائفها الأساسیه التواصلیه فی روایه "بقایا" لروشا داخاز من خلال التركیز على بنیه اللغه والوظائف الأساسیّه لها وإحداث التواصل بین المبدع والمتلقی من منظر آراء جاكوبسون. نعتمد فی هذه الدراسه على المدرسه الإمریكیه فی الأدب المقارن بناءً على المنهج الوصفی – التحلیلی حیث نتطرق من خلاله إلى دراسه الروایه بعرض النماذج التی نشاهد فیها استخدامها الدقیق لتعبیر الوظائف. فلاحظنا من خلال هذا البحث أنّ المرجعیه الثقافیه والسیاسیه والاجتماعیه أكثر الوظائف اللغویّه استعمالاً فی روایه "بقایا" من حیث أنّ التطورات والتحولات مهیمنه على كلّ الروایه؛ تدور حول الأحداث فی عصر الحرب والتغییر السیاسی. أما الوظیفه التعبیریه فتأتی الكاتبه فیها باستخدام صیغ المتكلم وبیان العواطف والسیره الذاتیه لشخصیات الروایه. استعملت الكاتبه فی الوظیفه الإفهامیه ضمائر الخطاب وأسالیب الأمر والنهی والنداء والاستفهام لجذب انتباه المخاطب وهنا یمكن أن نقول بأنّ ضمیر الخطاب وصیغه النهی أكثر استخداماً بالنسبه للنداء والأمر. أصبحت الوظیفه الشعریه والمیتالغویه فی هذه الروایه أقلّ استعمالاً مقارنه بوظائف اللغه الأخرى؛ لأنّ التركیز فی هذا النص على الفكر وتحلیل الواقع.