المعانی

کانت البلاغه عباره عن نظرات متناثره فی الم صادر الن حویه وکانت الج هود النحویه متقدمه على علوم البلاغه ، حتى أن کثیراَ من المباحث التی بحثها أهل البلاغه تحدث عنها النحاه قبل تدوین البلاغه. وبعد استقلال العلوم البلاغیه دخل کثیر من المسائل التی هی من صمیم علم النحو فیها وعند التحقیق والتأمل یعلم أنها لاعلاقه لهذه المسائل بموضوع البلاغه وعلم المعانی . ومن هذه المسائل أحوال المسندالیه والمسند وأحوال متعلقات الفعل والقصر والفصل والوصل . فالبلاغیون عرفوا المعانی بأنها علم بأحوال اللفظ العربی التی بها یطابق مقتضى الحال ؛ وهذه المسائل بیان للأصول النحویه أو المعانی الوضعیه التی لاتتغیر . فالأبواب التی تتعلق بعلم المعانی قلیله جداَ ، حتى أنها تنحصر فی مباحث کالإیجاز والإطناب والمساواه وبعض مسائل الإنشاء والخبر.

إحدی القضایا الهامه فی البلاغه موضوع التعریف والذی یندرج فی قضایا علم المعانی ولاستخدامه أغراض بلاغیه عالیه یمکن استشفافها فی نهج البلاغه أی استشفاف ولاستخدام الکلمه معرفه أرجحیه لما یحتویه من معنی لایمکن التعبیر عنه بالتنکیر. وإن التعریف یعتبر من الأسالیب البلاغیه التی تقتضیها أحوال المخاطبین ویقصدها المتکلم وقد تکلم النحاه عنها من الناحیه الإعرابیه المحضه والبیانیون وعلماء البلاغه کان حدیثهم من زاویه أخری ومجال آخر حیث تحدثوا عن الأغراض و الدواعی التی یکون من أجلها التعریف. وفی ظل ما تضمنته خطب نهج البلاغه من أغراض سنقف أمام بعض ما ورد فیها من التعریف لنکشف عن اسرار التعبیر به ملتزمین بآراء العلماء. فللوصول علی هذا الهدف اعتمدنا علی المنهج التحلیلی الوصفی. وقمنا بإحصاء هذه الظاهره وتبیین جمالیاتها فی خلال الخطب وأوردنا المعانی الرائعه لها فی بعض الخطب کالتعظیم والتحقیر والاختصار والایجاز والاختصاص و ... ونتائج البحث تشیر إلی أنّ وجود المعارف فی النص یمنح إلی النص الوضوح ویجعل المخاطب أن یدرکه ویفهمه أکثر من قبل و یجعل ارتباطه عمیقا بالنص