الوظیفیه

یرتبط اسم حلقه براغ اللسانیه باللسانیات الوظیفیه عموماً؛ إذ أنها اهتمّت بوظیفه اللغه، وهی التواصل وأسبقیه الوظیفه على البنیه، لأنّالوظیفیین ینظرون إلى علاقه الوظیفه والبنیه عبر التأکید على دور المتکلم والسامع. وأما الجرجانی بصفته عالماً فی البلاغه واللغه وصاحب» الوظیفیه « کتاب دلائل الإعجاز، فیرکّز على المواءمه بین الوظیفه والبنیه، والتی تعدّ من أهمّ المعالم الوظیفیه. وبناءً علیه یمکن القول إنتتقارب مع البلاغه العربیه عامهً بما أنّ مهمّه البلاغه هی الترکیز على العلاقه بین المقام والمقال. إذن یستهدف هذا البحث دراسه العلاقه بینالوظیفه والبنیه عند الجرجانی عبر الترکیز على مبادئها وهی: وظیفه اللغه، والعلاقه بین البنیه والوظیفه، ودور المتکلم والسامع من خلالتطبیقها على التقدیم والتأخیر، والحذف، مستخدماً المنهج الوصفی  التحلیلی لتبیین علاقه نظریه النظم للجرجانی والوظیفیه عبر تفسیرهذه النماذج. ومما توصل إلیه البحث هو أنّ نظریه الجرجانی تتمحور على أنّ الوظیفه الأساس للغه هی إقامه التواصل بین متکلمیها،والتواصل لا یکون بالمفردات، وإنما یکون بالجمل والوظیفه سابقه على اللفظ، والوظیفه المقصود ههنا وظیفه مقامیّه. وبناء علیه نستطیعأن نعتبر الجرجانی وظیفیاً، ولو عنده تشابهات مع المدارس اللسانیه الأخری.

منشور الخطوه الثانیه للثوره الذی خطّه قائد الثوره الإسلامیّه سماحه آیه الله الخامنئی بمناسبه انقضاء أربعین عامًا من عُمر الثوره، یُمثّل منشورًا غایه فی الأهمیّه؛ حیث صوّر فیه أبرز خصائص الثوره الإسلامیّه، کما رسمَ لنا مسار تحرّکها خلال العقود الأربعه القادمه. ویتمیّز هذا المنشور بأنّه ملیء بالمفاهیم المهمّه والمصطلحات الأساسیّه والاستراتیجیّه، وقد أغرت أهمیّته العدید من النخبه العلمیّه والأدبیّه إلى شرحه وتفسیره. وفی هذه المقاله اخترنا واحدًا من تلک المفاهیم المتعلّقه بعلم الاجتماع والبحث فی دلالاتها بالنسبه للثوره الإسلامیّه مع التأمّل والدقّه فی مضمون المنشور، أمّا السؤال المهمّ الذی تطرحه المقاله، فهو: ما الدلالات والمستلزمات الخاصّه بالثوره الإسلامیّه کظاهره حیّه؟ تشیر المعطیات الحاصله من خلال الاستعانه بالتحلیل الوظیفیّ، إلى أنّ الاهتمام بالحفاظ على مکانه الولیّ الفقیه؛ باعتباره العقل المدبّر ومرکز الأوامر الثوریّه، وعلى الوحده الوظیفیّه بین عناصر الثوره الإسلامیّه ومکوّناتها، والحساسیّه تجاه البیئه المحیطه بالثوره فی الداخل والخارج والتعاون بین المؤسّسات الثوریّه، من أهمّ الخصائص المهمّه والوظیفیّه المتعلّقه بالثوره الإسلامیّه کظاهره حیّه، أو منظومه حیّه.