التکامل

تکامل الإنسان یعد السبب الرئیسی من إرسال الأنبیاء ویشغل حیزا کبیرا من النصوص الدینیه. فمن فضل الإسلام على البشریه أن جاءها بمنهج قویم فی تربیه النفوس وتنشئه الأجیال وتکوین الأمم، فأهتم بکثیر من الأنماط فی حیاه الإنسان الذی لا مثیل له فی الادیان الأخرى واعطى کلا منها مکانتها المختصه. وهذا یکشف عن الأهمیه البالغه والمکانه العظیمه للأخلاق والتعالیم الدینیه فی الإسلام، حیث ان القرآن والسنه النبویه (صلی الله علیه وآله) تعرضا إلى الحیاه الإنسانیه من زوایا مختلفه فیجب علینا ان نستمد من القرأن والسنه للوصول إلى ما بعث من أجله الأنبیاء. البحث والدراسه فی أنماط الحیاه الفردیه فی القرآن والسنه النبویه (صلی الله علیه وآله) هو یعتبر من الدراسات التی لاتفی بها إلا کتب وأطروحات ونحن لا نستطیع ان نتعرض إلیها فی هذه العجاله بصوره مفصله ومن اجل هذا نشیر إلى بعض منها فی هذه المقاله: الغذاء، اللباس، النظافه والصحه، الإستراحه، الترفیه، الزینه و...

تتناول هذه الدراسة جانباً من جوانب السیاسة اللغویة لأی بلد؛ التخطیط اللغوی من جهة وعلاقته بالتخطیط التربوی، حیث إن عملیة التخطیط لها ارتباط وثیق وحیوی بجل النشاطات والأعمال باختلاف أنواعها ومستویاتها. فالإنسان الناجح یقوم بالأعمال على أساس تخطیطی منظم وهادف، وذلک من خلال اعتماده علی مبدأ التخطیط العقلانی السلیم فی أعماله وأنشطة حیاته. وعلى هذا الأساس یعد التخطیط ذا أهمیة بالغة ومکانة کبیرة فی جمیع المجالات، بما فی ذلک المجال التربوی، فقد أصبح التخطیط ضروریاً فی التربیة والتعلیم، کما فی الشؤون الاقتصادیة والاجتماعیة، خاصة بعد أن ازدادت حیاة الشعوب تعقیدا وأخذت تتطور بسرعة کبیرة فی ظل العولمة، وقد سعت الجزائر من خلال السیاسة العامة إلى اعتماد تخطیط شمل مناحی الحیاة المختلفة، على رأسها التخطیط التربوی.

التکامل البرزخی من الأبحاث المهمه المرتبطه بمصیر الانسان والنفس بعد مفارقتها للبدن والانتقال إلی عالم آخر یسمی عالم البرزخ، ویعتبر الوحی وما جاءت به الرسل وعلی رأسهم النبی (ص) مصدر الهام لهذا الأمر المهمّ الذی لا یمکن للعقول أن تصل إلیه بمفردها. وهو من الأمور المسلم بها فی الشرائع السماویه بما فیها الشریعه الإسلامیه السمحاء، والتکامل لا یتمّ إلا من خلال الحرکه والتغیر، والحرکه لا تقع إلا فی عالم الماده، فإذا استطعنا اثبات ذلک فقد أثبتنا التغیر والحرکه للنفس بعد مفارقتها للبدن، ولباقی موجودات ذلک العالم التی تعدّ من المجردات المثالیه. فقد حاول الفلاسفه الإسلامیون تخریج هذا البحث تخریجا عقلیا یتناسب مع مبانیهم الفلسفیه والحکمیه، لکن نظرا لضیق المفاهیم الفلسفیه المشائیه لم یتمکنوا من تقدیم شیء معتبر یعتنی به، حتی وصل الأمر إلی صدر المتألهین حیث قام بهذا العمل وبعباره أدق أعدّ الأرضیه المناسبه للبحث والتحقیق وترک المجال مفتوحا لمن جاء بعده، وهذا الأمر فی حدّ ذاته مهمّ؛ لأنّ حکمته تتصف بهذه المرونه بخلاف الفلسفه المشائیه. ونحن نسعی فی هذا المبحث أن نکشف الغموض عن بعض زوایاه ونعرض أهمّ الأدلّه التی یمکننا من خلالها اثبات هذه المسأله المهمه المتعلقه بمستقبلنا.