الادب

الدکتور محمد مهدی البصیر من أعلام الأدب العربی والعراقی الحدیث، صاحب مدرسة نقدیة معاصرة تلاقحت فیها أفکار الشرق مع الغرب، حیث امتاز فیها بحریته النقدیة والأخلاقیة والتربویة. وقف فیها على ثغرات الموروث وعثراته، حارب فیها الغلو والجمود والتعسف، کان أسلوبه یمتاز بالإیجاز والوقوف على آراء النّقّاد القدامى والمحدثین، وانه من رجال العلمیة والموضوعیّة. کان یهتم دائماً بالشکل إلى جانب المضمون یتابع بدقة النقد اللغوی، والنحوی، والبلاغی، والأخلاقی، للمنظوم والمنثور، أیاً کان مصدره، قائله، کما انه لا یبتعد عن الموازنات بکل أطیافها وشتى أشکالها.

أثبت «أمین الریحانى»  أن للتخلف الفکرى و الفقر الثقافى أسبابا عدیده، منها الفقر المادى و لا مبالاه الطبقه الارستقراطیه و ابتعاد الناس عن العلم و المعرفه، و یعتقد أن الشعب الذى یعیش فى الجهل تنهب أمواله و یسیطرعلیه و یقید بقیود و سلاسل لا مرثیه و تکتسح حقوقه وکرامته و یکون مغلوب الخرافات والمعتقدات الباطله. یعتبر أمین أدباً لبناً من رواد الفکر الحرّ یسقى فى اصلاح مجتمعه و المجتمعات الاخرى من الامم العربیه. نجد شخصیه الریحانى متنوعه، بحیث أنه فى کل دین و لیس منه، و هو فى کل نزعه و بقى حرّاٌ، و فى کل جنس، ولکن لا یقیّده لا لوذ و لا دم. یسعى فى بثّ آرائه التحرریّه و نشر نظراته الاجتماعیه، لیشجع الناس على رقى البلاد العربیّه بأجمعها بحیث یوصلها الى مستوى البلاد الغربیه. ما أمین الریحانى سوى علم من أعلام الادب الجدید و رائد من رواد النهضه العربیه الحدیثه. صرخ بالتقدّم و العلم و التحرّر یوم کان الناس یعیشون وراء الاسوار متخلفین، لا یجرؤون على المطالبه بحق. و کان رائداٌ.عظیماٌ فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، یدعو الى التحرّر من التعنّت والتخلّف والجمود، و یسعى لدفع وطنه من قعر الانحطاط و الانحدار الى رابیه التقدّم والنجاح.