آرشیو

آرشیو شماره ها:
۵۰

چکیده

إذا کان النص الأدبی فی رؤیة المدرسة الکلاسیکیة للأدب المقارن یخضع للبحث بغیة الکشف عن تأثیراته المتبادلة مع النصوص الأدبیة الأخرى، ففی المدرسة الأمریکیة یتحول النص إلى مادة یفحصها الباحث لاستکشاف ما فیها من جمالیات، فاتحا بعد ذلک باب المقارنة بینها وبین مادة أدبیة أخرى، لتتموضع فی مکانتها التی تستحقها حسب الرؤیة العلمیة. ینطلق هذا البحث من المنظور الأمریکی المقارن، عاقدا المقارنة بین عملین أدبیین هما ""المستشفى لا، القطار"" للقاص الإیرانی بیجن نجدی و""فزاع طیور آخر"" للقاصة السوریة غادة السمان، لیبرز بذلک أهمیة الدور الذی یستطیع الأدب المقارن أن یلعبه فی فهم النصوص الأدبیة. وفی سیاق الاستنتاجات، فقد توصل البحث إلى أن المدرسة الأمریکیة قادرة فعلیا على تحقیق غایتها المتجسدة فی المزج بین حقلین معرفیین دون انصهار أحدهما بالآخر. کما یتبین أن هذه المدرسة قادرة على أن تمثل دورا فی الکشف عن الأبعاد الجمالیة للأعمال الأدبیة وذلک عبر توظیف آلیات النقد الأدبی الجدید. أضف إلى ذلک أن القاصین تمکنا من التواصل مع القارئ عبر تبنی استراتیجیات محددة تنسجم مع ما یحمله النص من معانٍ ومفاهیمَ، بید أن القاص بیجن نجدی یتقدم على القاصة غادة السمان فی إبداع الصور الفنیة لخلق لوحته الفنیة المکتوبة. فیما یکشف البحث فی جانب آخر من مخرجاته عن أن استخراج جمالیات المبدعات الفنیة لن یکون المحطة الأخیرة فی رحلته المقارنة، بل لابد له أن یضع تلک الجمالیات أمام القارئ کی یزید من فهمه للنص الأدبی ویعزز رؤیته لاختیار الأفضل لیطالب المبدع الفنی بإبداع أعمال أدبیة ذات جمالیات أغزر، بغیة تفعیل عملیة الأخذ والعطاء بین القارئ والکاتب.

تبلیغات